هكذا تُلحق المياه الكلسية الأذى بالبشرة والشعر
يتواجد الكلس في المياه التي نستعملها للاستحمام بنسب متفاوتة وفق المناطق الجغرافية. وهو يُتهم بتأثيره المؤذي على البشرة والشعر، فما حقيقة ذلك وهل يمكن الحد من مفعوله في هذا المجال؟
إذا كانت نسب الكلس المرتفعة الموجودة في المياه التي نستعملها يومياً في منازلنا غير مؤذية للصحة، فهي تتمتع بتأثير سلبي على البشرة والشعر. تؤدي المياه الكلسيّة إلى زيادة جفاف الجلد وما يرافقه من إحساس بفقدان الليونة، والوخز، مع ظهور بقع حمراء أو بثور صغيرة وحكّة في بعض الأحيان. أما تأثيرها على الشعر فقد يُترجم عبر ظهور القشرة نتيجة ارتفاع بنسب الكالسيوم والمغنيزيوم في هذه المياه مما يؤدي إلى جفاف وتقشّر فروة الرأس.
(تعبيرية)
التأثير على البشرة
يترك الكلس رواسب بيضاء على الصنابير والبلاط في مكان الاستحمام، وعلى الأجهزة المنزليّة مثل ماكينة صنع القهوة، الإبريق الكهربائي، وأجهزة الطهي البخاريّة. ولكن الرواسب التي يتركها على البشرة والشعر تكون أقل وضوحاً، وهي تُترجم من خلال شعور بفقدان ليونة البشرة نتيجة تكوّن طبقة كلسيّة على الجلد غير مرئيّة بالعين المجرّدة. تقوم هذه الطبقة بامتصاص الرطوبة عن سطح الجلد مما يتسبب بجفاف في الطبقة القرنيّة. يُترجم على شكل شعور بعدم الراحة، تحسّس، جفاف، تقشّر، واحمرار.
يتفاقم الوضع عندما تكون البشرة في الأصل جافة، حسّاسة، أو عرضة للإصابة بالمشاكل الجلديّة. فعند المعاناة من الإكزيما مثلاً، يتعرّض الغلاف المائي-الدهني الذي يغطي الطبقة القرنيّة إلى التلف مما يؤدي إلى زيادة التحسّس تجاه العوامل العدائيّة التي يتعرّض لها الجلد بالإضافة إلى انخفاض دفاعاته المناعيّة. ويأتي تأثير المياه الكلسيّة في هذا المجال ليزيد من جفاف الجلد.
التأثير على الشعر
تُلحق المياه الكلسيّة أضراراً بالشعر أيضاً من خلال تسببها بجفافه، ولكن هذه الأضرار تبقى أقل من تلك التي تتعرض لها البشرة لأن الكيراتين الموجود في الشعر يجعله أكثر مقاومةً لتأثير الكلس من البشرة. تترك المياه الكلسيّة على سطح الشعر طبقة تغطّي لمعانه الطبيعي دون أن تُلحق أذى ببنيته، ولكنها بالمقابل قد تتسبّب بتفاقم المشكلات التي تعاني منها فروة الرأس مثل التحسّس، والحكّة، والصدفيّة، والإكزيما.
(تعبيرية)
للحدّ من هذه الآثار
تُساعد بعض الخطوات العملية في الحدّ من تأثير المياه الكلسية على البشرة والشعر:
• الاستعانة بفلتر مضاد للكلس، وذلك للحدّ من قسوة المكونات الموجودة في الماء وجعلها أكثر نعومة لدى العناية بالبشرة والشعر.
• استعمال رذاذ المياه الحراريّة ولوشن ماء الأزهار، وذلك من خلال تطبيقها على البشرة بعد التنظيف والشطف بمياه الصنبور.
• تطبيق كريم مرطّب بعد كل استحمام، فهو يؤمن للبشرة ما تحتاجه من تغذية وترطيب، كما يُعزّز حماية الحاجز الجلدي تجاه الاعتداءات الخارجيّة. أما بالنسبة للشعر، فيُنصح باستعمال مستحضرات حامية لأليافه تُطبّق على الشعر الرطب بعد الاستحمام دون الحاجة إلى شطفها.
• اختيار مستحضرات عناية ناعمة على البشرة والشعر للحدّ من تفاقم تأثير المياه الكلسيّة السلبي عليها لدى استعمال أنواع من الشامبو، والصابون، وجل الاستحمام التي تكون قاسية عليها.
• تجنّب الاستحمام بمياه ساخنة، فارتفاع حرارة المياه في هذا المجال يجعل البشرة أكثر تأثراً بعدوانية العوامل الخارجيّة وقسوة المستحضرات المستعملة لتنظيفها. يُنصح بألا تتعدى حرارة مياه الاستحمام 28 درجة وإنهاء الحمام بمياه باردة تُعزّز متانة البشرة وتنشّط الدورة الدمويّة كما تزيد من لمعان الشعر.
اكتشاف المزيد من موسوعة أنوار
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اترك رد